مع أن مبدأ السببية هو من البديهيات العقلية الأساسية إلا أن الملحدين لا يميزون بين القدرة على معرفة السلسلة السببية وشرط وجودها. فالمعرفة تتوقف على العلوم البشرية، وعدم معرفة الحقيقة لا يلغي وجود الحقيقة نفسها.
وجب التذكير أن قانون حفاظ الطاقة هو من القوانين الأساسية في الفيزياء ويعرف بإسم القانون الأول للترموديناميكا
القول بعدم وجود سببية يعني بالضرورة أننا نستطيع إرسال إشارة بطاقة صفرية
(صفرية وليس أنها تؤول للصفر)
ولو نجح زملائنا الملحدين في ذلك لكنا شهودا لحوادث عظام. أقلها تحطيمه لقاعدة هامة من مبادئ الميكانيكا الكمية، ألا وهو مبدأ هايزنبرغ في الريبة (عدم التيقن). ينص هذا المبدأ على أن الطبيعة تمنعنا من معرفة كمية الحركة والموقع لأيِّ قسيم وفق الدقة التي نشاء؛ ذلك أن قياس إحدى الكميتين بدقة معينة سينقص من الدقة المقابلة المحددة لقياس الكمية الأخرى.
لماذا تمنعنا الطبيعة؟ لأن إشارة القياس تحمل طاقة (وهذا ما وضعته في مداخلتي السابقة).
(طاقة الإشارة كنا نهملها في العالم الكبير"الماكروي" لصغرها ولكننا لا نستطيع إهمالها في العالم الدقيق "الميكروي")
وهنا نصل للقول بما أن الإشارة طاقة إذًا لا نتائج بدون مسببات
من الضروريات العقلية التى لا خلاف عليها أن لكل حادث سبب كاف يفسر لماذا وقع هذا الحادث ولما كان على هذا النحو الذى هو عليه دون غيره سواء عرفنا هذا السبب لكل حادث أو لا وقد قامت على ذلك القانون المعارف البشرية البدائية والمعقدة على حد سواء ولا ينكر ذلك إلا جاحد معاند أو جاهل بلغة الكلام ولا يدرى عن أى شىء يتحدث والملحد يقر بذلك إلا عند الاستدلال على وجود الخالق فتجده فى هذا الحالة يتنكر لذلك المبدأ ولو كان صادقا ما كتب ذلك وإلا فمن أدراه أن من يحاوره ليس سوى صدفة عمياء أو شىء لا وجود له أو رجل ملحد آخر أراد أن يستدل على عدم وجود الخالق فاستدل على أن الله موجود دون أن يدرى ؟!! لا شك أن الملحد فى إنكاره لبديهيات العقول فى حين يستند إليها هو النشاز الوحيد فى هذا الكون ولا نقول بين العقلاء فقط .
كثيرا ما سمعنا من الملاحدة العجب العجاب حين يلجئهم القدر أو كما يسمونه الصدفة العلمية للخوض فى تلك المسألة فتجد بعضهم يقول لك ليس لكل حادث سبب بالضرورة فهناك أشياء بلا سبب ويضرب على ذلك مثالا بأحداث إما عدمية كالتحلل أو الانهيار أو السقوط وما شابه أو حوادث لا يعلم لها أسباب ، ومعلوم أن العدم ليس بشىء حتى يفتقر إلى سبب بل إن نقائض ذلك هى التى تحتاج لسبب وأن العدم إنما يكون بعدم ذلك السبب فمثلا التماسك يحتاج إلى سبب كاف لحدوثه والتحلل إنما يحدث لزوال هذا السبب ، ومن ناحية أخرى فإن عدم الدليل ليس دليلا على العدم فعدم معرفتنا بوجود سبب لحاث ما ليس دليلا على عدم وجود هذا السبب بل إن ذلك فى الحقيقة هو الباعث على الطلب والبحث العلمى فمطلوبات العلوم كلها ما هى إلا أحداث لا تعلم أسبابها ولولا ذلك ما كان هناك شىء اسمه البحث العلمى
وخلاصة القول
انعدام السببية = انعدام القوانين الطبيعة كلها
انعدام السببية = انعدام ربط النتيجة بالتجربة
انعدام السببية = انعدام المعرفة البشرية كلها جملةً وتفصيلاً
انعدام السببية = انعدام معرفة الإنسان بأبسط أمور حياته
انعدام السببية = انعدام العقل عند الانسان اشبه بالمجنون فاقد العقل
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق