ومع ان الذرة متناهية فى الصغر، الا انها هى ايضا تتكون من وحدات بنائية اصغر منها. فالذرة تتكون من جسيمات اصغر منها وهى الالكترونات
( electrons ) والبروتونات ( protons ) والنيوترونات ( neutrons ). ويمكن ان نشبه الذرة بأنها مثل الكرة المتناهية فى الصغر، وتوجد فى مركزها نواة تحتوى على البروتونات (جسيمات موجبة الشحنة) والنيوترونات (جسيمات متعادلة اى بلاشحنة) . وتدور حول النواة جسيمات الالكترونات (جسيمات سالبة الشحنة) بسرعة لايمكن تصورها. وفى كل ذرة نجد ان عدد الالكترونات يساوى عدد البروتونات، وبهذا تكون الذرة متعادلة كهربيا (عدد الشحنات السالبة تساوى عدد الشحنات الموجبة).
ومن المثير ان معظم الذرة فراغ هائل، فالنواة التى فى المركز اصغر من الذرة بحوالى 100 الف مرة. وبهذا فإذا تخيلنا ان ذرة الهيدروجين امكن تكبيرها ليكون قطرها 12 كيلومترا، فإن النواة سوف تكون فى حجم كرة التنس، وبقية الفراغ يحتوى على الاغلفة والمدارات التى تدور فيها الالكترونات. وتدور الالكترونات حول النواة بلايين المرات فى فترة زمنية قدرها واحد على المليون من الثانية، وهى سرعة خيالية تفوق قدرة العقل البشرى على التصور.
توجد الالكترونات موزعة فى اغلفة رئيسية shellsحول النواة يصل عددها الى سبعة. ولكل غلاف مستوى طاقة خاص به، ورقم يعبر عن هذا المستوى. فالغلاف الاقرب للنواة له رقم 1 (المستوى الاقل من الطاقة)، والذى يليه بعدا عن النواة له رقم 2 (المستوى الاكبر من الطاقة). وبهذا فالالكترونات ذات الطاقة الاقل توجد فى الاغلفة الاقرب للنواة، ولكن الالكترونات ذات الطاقة الاكبر توجد فى الاغلفة الخارجية الاكثر بعدا من النواة. ويتسع كل غلاف من هذه الاغلفة لعدد محدد من الالكترونات لا يمكن تخطيه. فالغلاف الاول يتسع لعدد 2 من الاكترونات بحد اقصى، والغلاف الثانى يتسع لعدد 8 الكترونات بحد اقصى، والغلاف الثالث يتسع لعدد 18 الكترون بحد اقصى. والاغلفة التالية تتسع لعدد اكبر من الالكترونات.
والشكل التالى شكل تبسيطى للذرة، وفيه نجد ان هذه الذرة لها ثلاثة اغلفة تدور فيها الالكترونات. الغلاف الاول به الحد الاقصى من الالكترونات (2)، والغلاف الثانى به الحد الاقصى من الالكترونات (8) ، ولكن الغلاف الثالث يوجد به 5 الكترونات فقط، وبهذا ينقص 13 الكترون لكى يكتمل (الثالث يتسع ل 18 الكترون). مع ملاحظة ان الالكترونات تدور فى منطقة ثلاثية الابعاد اشبه بسحابة حول النواة.
اللهم علمنا و وفقنا لكل خير وجنبنا من كل شرّ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق